تأثير المقاهي على الثقافة في السعودية

تأثير المقاهي على الثقافة
كتب بواسطة: حكيم حميد | نشر في 

المقاهي الحديثة في السعودية أصبحت مكان يقصده المواطنون والأجانب المقيمين وخاصة الشباب لقضاء أوقات وساعات من الدردشة مع الأصدقاء في جو أشبه بالكلاسيكي وذلك لما تحتويه من عوامل جذب عديدة وفي مقدمتها الديكورات والإضاءة الرومانسية والخدمة المميزة، وقد انتشرت انتشارًا واسعًا في الآونة الأخيرة و خصوصًا بين أوساط الشباب والتي بها يبحثوا عن حضور اقتصادي، إلى جانب  الأسباب الثقافية وضرورات اجتماعية.

أسباب انتشار المقاهي بصورة كبيرة في السعودية

قد اطلق العديد على المقاهى أنها (الفضاء الثالث) وذلك بسبب الأوقات التي يقضيها السعوديين  في المقهى ما بين فضائيّ البيت والعمل،  حيث إنها ليست مكان تلقي المشروبات والأطعمة فقط بل هى مكان للقاءات، وتبادل الأفكار في مختلف الشئون العامة، حيث أصبحت جزءً من الحياة الحديثة ويرجه ذلك الانتشار للأسباب التالية:


إقرأ ايضاً:الوعي ينتصر | النصر السعودي يُعين "الجمعان" كرئيس تنفيذي.. "الدويش" يكشف أبعاد القرار!قبل الكلاسيكو المرتقب... رئيس العميد الأسبق يكشف رأيه في مواجهة الهلال السعودي المرتقبة

  • اندفاع الشباب للاستقلال والانضمام إلى رياديي الأعمال الذين حقق بعضهم نجاحات كبيرة.

  • اندفع الكثير من قليلي الخبرة بالمجال، متخذين شعار (افتح وقلّد) وسط غياب التنظيم الحكومي لمثل هذه المشاريع الصغيرة ودون دراسة، ومعرفه بأنه من بين بعض عشرات المشاريع  تنجح قلة، بينما يتكبد البقية الكثير من الديون، وينتهي البعض منهم بإعلان إفلاس مشاريعهم.

  • تتميز المقاهي  بأن الربح عالي إلى جانب  الدخول للسوق بسهولة بمستويات ربحية جيدة، حيث التدفقات المالية السريعة، مما جعل الإقبال على هذا النشاط خيارًا استثماريًا مغريًا للمستثمرين المحليين

  • أصبح الناس أكثر انفتاحاً للتغيير، وهو من العوامل التي ساعدت على انتشار المقاهي.

عوامل انجذاب الشباب السعودي لارتياد المقهى

  • تنوع طرازها وحداثة تصميمها وديكوراتها، والتي تحمل أحيانا الطابع التراثي.

  • التنوع في تقديم قائمة المشروبات، والمأكولات.

  • الاهتمام  بالمقهى وجعلها أماكن مريحة للفرد تجذبه للبقاء فيها لساعات إما في القراءة أو الكتابة وتداول الأفكار والمعارف .

  • ديمقراطية المقهى التي يشعر فيها الفرد بأنه خارج الوصايا، مما  يعزز فكرة كون المقاهي علامة من علامات التمدن، والتي يشعر مرتادوها بحريتهم، بعيدًا عن والتعليمات.

  • كونها مكان للحوار وتعزيز الصداقة والأُلفة، والتَّماس المباشر مع الحياة،  والتفاعل الاجتماعي، بعيدا عن برود العلاقات الافتراضية في مواقع التواصل.

  • محو الطبقية  في المقهى ونسيان الهموم، والتخفف من المسؤوليات الأمر الذي يشعر مرتاديها بالتعافي من المنغصات الحياتية.

تأثير المقاهي الصغيرة على الشارع السعودي

المقاهي لها دور كبير في التغير المجتمعي في المملكة حيث أصبح السعوديين أكثر انفتاحا للتغيير من ذي قبل، فهى بمثابة الروح الجديدة للمملكة، بما اصبحت عليه من حياة مختلفة تماما عما كان عليه الحال منذ سنوات، فأصبحت المقاهي تلعب دورًا في السياحة، والأنشطة الترفيهية.

كما أصبح للمقاهي طابعها الخاص، ومع التطور في قطاع  الترفيه داخل السعودية، تنوعت المقاهي ما بين مقهى تقليدي ذو سمة تحافظ على الروح التراثية، وأخرى عصرية ومبتكرة من حيث الأثاث المريح، والمساحات الواسعة، والإضاءة الطبيعية؛ وذلك لجذب الباحثين عن أماكن للاسترخاء، والراحة وقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن العمل.

كما إن سلوك الفرد تغير خلال السنوات الخمس الماضية، حيث أصبح ارتياد المقاهي لغرض العمل، أوالدراسة أوالاجتماعات أمراً مهماً، كما جعل الإقبال على مشاريع انشائها من أحد الخيارات التي جذبت الكثير من المستثمرين، مما أدى إلى ارتفاع الاستثمار في قطاع محمصات البن، والمقاهي إلى أكثر من 40٪ خلال الفترة الماضية.

ومع ازدياد اعداد المقاهي اصبحت  تتمتع بقدر كبير من الحرية في التعامل مع الزبائن عن ذي قبل، حيث كانت معظم المقاهي  تعتمد على الفصل بين الجنسين، كما أن هناك (أقسام العزاب، والأقسام العائلية)، لكن أصبح العمل في المملكة أكثر شمولية من ذي قبل، لأن منظومة العمل توفر كل الاحتياجات اللازمة إلى جانب القوانين المناسبة لعمل الجنسين معًا.

فقد شهد المجتمع السعودي تحولًا ونموًا سريعًا نتيجة تنوع الاختيارات وكثرة الطلب وتحرر السياسات داخل المملكه التي تشجع وتدعم المشاريع الاستثمارية؛ لتواكب التغيرات الاجتماعية والثفافية إلى جانب  الاختلاف الكبير عما كانت عليه من قبل في الأذواق، والثقافة الاستهلاكية عمومًا؛

مما ساهم في نجاح تجربة المقاهي بالإضافة إلى المنافسة التي تزيد الجودة في هذا المجال، حيث نرى الآن بعض المقاهي مقاهي بالسعودية تنافس المقاهي الأجنبية وأكثر جودة منها، فالمدن الخالية من المقاهي أو حتى بها القليل منها أصبحت فضاءات موحشة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية